فن ومشاهير

“كأنها زنوبيا في زمن غير زمانها”… وائل رمضان يفتح النار بعد شطب سلاف من النقابة

في زحمة الأخبار اليومية التي تتأرجح بين الأزمات والمعارك الفنية، قررت نقابة الفنانين السوريين أن تفاجئنا بخبر من العيار الثقيل: شطب اسم سلاف فواخرجي، إحدى أيقونات الشاشة السورية، من سجلاتها. نعم، هكذا بكل بساطة، وكأنها كانت ضيفة ثقيلة على الفن السوري، لا واحدة من صانعيه.

لكن مهلاً، ليس الجميع وقف متفرجًا. وائل رمضان، الفنان والمخرج (وطليق سلاف، لمن لا يتابع الدراما الواقعية أيضاً)، قرر أن يقول كلمته… وبطريقته الخاصة. لا تصريحات صحفية مملة، لا مقابلات متزنة، بل منشور على إنستغرام مليء بالشعر، الفخر، والغضب المُغطّى بطبقة سميكة من البلاغة الشرقية.

في منشوره، لم يكتب رمضان مجرد كلمات؛ كتب مرثية فنية بحبرٍ من الحنين والكرامة المجروحة. وصف سلاف بكليوباترا، وأسمهان، وشهرزاد، وبلقيس، وحتى زنوبيا نفسها لم تسلم من التشبيه. وهو صادق، أو على الأقل مقتنع بذلك، لأن ما فعله بدا كمن يكتب لمتحف لا لنقابة قررت فجأة أن “اللي فات مات”.

وبين سطور المديح والغضب، كانت هناك رسالة واضحة: “لا كرامة لنبي في وطنه”. عبارة مألوفة، لكنها تقرأ هنا كطعنة موجهة، وكأنها تقول: “هذه نقابة؟ أم مسرحية هزلية على حساب الفنانين الحقيقيين؟”

بعيدًا عن البلاغة، يبقى السؤال معلقًا: كيف تقرر مؤسسة يفترض بها أن تحمي الفنان، أن تمسح اسمه بجرة قلم؟ أي معايير تعتمد؟ هل يكفي أن لا تعجبها صورة من مهرجان، أو تصريح في برنامج، لتعتبرك من المغضوب عليهم؟

سلاف، التي خطّت مشوارها بين التاريخ والدراما والسينما، ربما لم تعد بحاجة إلى عضوية “الكارت النقابي”، لكنها بالتأكيد تستحق التقدير لا التهميش. وبينما كانت تتألق في مهرجان كان، كان اسمها يُحذف هنا وكأن أحدهم يريد محو ذاكرة شعب، لا مجرد فنانة.

وفي النهاية، ما قاله وائل رمضان قد يُقرأ كغزل أو كاحتجاج، وربما الاثنين معًا. لكن المؤكد أن الرسالة وصلت: بعض الأسماء لا تُشطب، لأنها محفورة في الوجدان، لا في سجلات مؤقتة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى