
في زمن أصبح فيه لقاء الآباء بأبنائهم حدثًا يستحق النشر والتوثيق، قرر النجم السوري قصي خولي أن يشارك جمهوره لحظة شخصية جدًا… لكن بطريقة “تكنولوجية للغاية”! تخيّل أنك ترى صورك مع ابنك بعد غياب طويل، ثم تكتشف أنها مصنوعة بالذكاء الاصطناعي! أهلاً بك في عالم ما بعد الواقعية.
-
ريتا حرب تتحدى القدر: “بنتي وقفت قدامي… وما عرفتها”منذ أسبوع واحد
-
مايا دياب تتجوّل في هولندا… والأناقة تمشي على قدمين!منذ أسبوع واحد
“أهلاً بك يا صغيري، ولو بصيغة JPEG”
في مناسبة أحد الشعانين، ووسط أجواء من الحنين والفرحة المختلطة بشيء من الحزن الخفيف، أعاد قصي خولي لم شمله مع ابنه العميد فارس، وهو اللقاء الذي انتظره كما قال “طويلاً… طويلاً لدرجة أن العناق بات يستحق حفلة تصوير.”
لكن الأغرب أن الصور التي نشرها عبر إنستغرام لم تكن عادية، بل كانت مولّدة عبر الذكاء الاصطناعي، ما يفتح الباب لتساؤل وجودي بسيط: هل العناق الذي طال انتظاره يصبح أقل صدقًا إن لم تلتقطه كاميرا حقيقية؟ أم أن الذكاء الاصطناعي أصبح الحل السريع عندما لا تكون العدسة جاهزة، ولكن القلب كان حاضرًا؟
رسالة أب من القلب… والمونتاج
المنشور الذي أرفقه خولي مع الصور لم يكن مجرد تعليق سريع. بل كان أقرب لرسالة صوتية تحوّلت إلى كلمات مكتوبة، فيها من الشجن ما يكفي لتحريك أي قلب (حتى لو كان قلب روبوت!).
كتب يقول لابنه الصغير: “أنتظرتُ هذا العناق منذ زمن، وسأبكي حتى وإن كنت لا تفهم لماذا. كنا نضحك ونصوّر مقاطع في الحديقة، وكنتَ تطير إليّ كلما نبح كلب خلفك.” جملة بريئة جدًا، لكن فيها من النكهة الإنسانية ما يجعل الذكاء الاصطناعي يبدو عاجزًا رغم كل قدراته.
الدراما في أبسط صورها… الأبوة بلا سكريبت
اللقطة هنا لا تتعلق بممثل شهير يعانق طفله، بل بشخص يتجرد من أدواره وكل الأضواء، ويقف كأب فقط. لا نص مكتوب، لا مونولوج داخلي، لا مشهد تمثيلي. مجرد لحظة إنسانية بسيطة حاول أن يوثقها، حتى لو لم يملك صورًا حقيقية لها.
قد يراها البعض استعراضًا أو محاولة لمغازلة الجمهور، لكن الحقيقة أنها مجرد محاولة رجل لإبقاء الذكرى حية… ولو عبر الذكاء الاصطناعي. لا يمكننا لومه، فكم من أب فاتته سنوات بسبب العمل أو الظروف، وكم من طفل كبر دون أن يلاحظ أنه لم يقفز إلى حضن أبيه منذ شهور.
خاتمة بنكهة شخصية:
في زمن تتشابه فيه الأخبار، وتبدو اللحظات العائلية مملة إذا لم تُزَين بالفلاتر، تأتي لحظة مثل هذه لتعيد تعريف المشاعر. أن ترى فنانًا مثل قصي خولي يترك خلفه أدوار الملوك والجنرالات ليقول ببساطة: “أنا أب… وأشتاق”، فهي رسالة أقوى من ألف دور درامي.
فهل نلومه على استخدام الذكاء الاصطناعي؟ أم نشكره لأنه، حتى في زمن الرقمنة، ما زال يحاول أن يجعل الحُب مادة تُرى وتُشعَر، حتى لو كانت مرسومة على شاشة؟
في كل الحالات، نحن سعداء لأجل العناق… الحقيقي أو المُتخيَّل.