فن ومشاهير

حلا شيحة… حين ترتدي الحجاب وتخلع الدنيا

في مشهد فاجأ جمهورها وأعاد إشعال صفحات السوشيال ميديا، عادت الفنانة حلا شيحة إلى الواجهة ولكن هذه المرة ليس بفيلم أو مسلسل، بل بصورة هادئة وحقيقية أكثر من أي مشهد تمثيلي أدّته من قبل: حلا بدون مكياج، بحجاب أبيض، وعبارة واحدة تنقط طمأنينة: “دائمًا الحمد لله”.

دعونا نعترف، في زمن الـ”فلاتر” والبوستات المعلّبة، صورة مثل هذه ليست مجرد لقطة… إنها إعلان روحاني، فيه جرعة صدق قد لا نجدها في مقابلات النجمات أو حتى في نهايات المسلسلات الرمضانية.


عندما تتحوّل الإنستغرام إلى منبر روحي

الصورة الأولى لم تكن سوى مقدّمة، إذ سرعان ما لحقتها صورة أخرى أكثر عمقًا، مرفقة بجملة تشبه “بوست العارفين” على تويتر:

“والله يعلم وأنتم لا تعلمون…”

ثم رسالة حب عامّة كتبتها حلا بلغة قلب أم لطفلها:

“أنا بدعي لنفسي وليكم، إن ربنا يصلح قلوبنا وحال العباد والبلاد”

تخيل أن تكون فنانة قضت سنواتها تحت أضواء الشهرة، تختار الآن أن توجه متابعيها نحو “السكينة”، بدل أن تسألهم: “تحبوا ألبس أسود ولا نبيتي في افتتاح فيلمي الجاي؟”


مشوار فيه محطات أكثر من قطار الصعيد

منذ ظهورها الأول في التسعينات وحتى آخر مشهد في “إمبراطورية ميم” برمضان 2024، لم تكن حياة حلا شيحة عبارة عن سطور مستقيمة. بل هي خريطة زاخرة بالتحولات: بين الفن والاعتزال، ثم العودة، ثم قرار الابتعاد، ثم العودة… والآن ربما بداية جديدة تمامًا، لكن من نوع آخر.

شخصية مثل حلا لم تمر مرور الكرام على الجمهور، ببساطة لأنها لا تمشي في القطيع. قراراتها الشخصية كثيرًا ما كانت مادة للجدل، لكنها كانت دائمًا نابعة من قناعة، حتى وإن بدت “غريبة” على البعض.


الفن؟ كان حاضرًا… بس الروح دلوقتي هي البطلة

دورها الأخير إلى جانب خالد النبوي في “إمبراطورية ميم” حصد إشادة من الجمهور والنقّاد، لكن يبدو أن الدور الحقيقي الذي اختارته الآن هو ذاك الذي لا يُكتب له سيناريو: دور امرأة تبحث عن نفسها وسط ضجيج الحياة، وتختار “الستر” و”السكينة” بدل السبوت لايت.

صورة، كلمتان، وحجاب أبيض… هذا كل ما احتاجته لتتصدر “الترند”. لكن هذه المرة، الترند لم يكن على طريقة “ماذا ترتدي حلا؟”، بل أقرب إلى سؤال أعمق: “ماذا تختار حلا أن تكون؟”


الجمهور؟ نصفه مصفق، ونصفه متسائل، لكن الأغلب… مُتأثر

في التعليقات، تجد خليطًا من الدعاء والدعم والتأمل. البعض يكتب: “ربنا يثبتك”، وآخر يعلّق: “أنتِ مثال للشجاعة”، وبينهما من يرى فيها مرآة لرحلته الشخصية مع التديّن أو البحث عن سلام داخلي.

ورغم كل الانتقادات السابقة أو الاختلافات حول اختياراتها، هناك إجماع غير معلن: حلا شيحة إنسانة حقيقية، وهذه اللمسة من الصدق قلما نجدها في عالم يركض خلف “الترند” بكل ما أوتي من إعلانات مدفوعة.


النهاية؟ مش نهاية

ما فعلته حلا شيحة ليس اعتزالًا أو انسحابًا، بل ببساطة… فصل جديد في كتاب طويل عنوانه: التطور الشخصي.

هي لم تُغلق الباب على الفن، ولم تعلن بداية مشوار دعوي، بل قالت ما يشبه التنهدة التي نُطلقها بعد صلاة الفجر: “الحمد لله.. وإن شاء الله الجاي خير”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى