
يبدو أن محمد رمضان لا يستطيع ببساطة أن “يسافر ويغني ويرجع”، دون أن يترك خلفه عاصفةً إعلامية، وجدلًا بحجم حفل كوتشيلا نفسه. من على منصة المهرجان الأشهر عالميًا، حيث يتجمّع الموسيقيون العالميون والنجوم من كل حدب وصوب، وجد الفنان المصري نفسه متصدّرًا العناوين… ليس بسبب الأداء، ولا الأغاني، بل بسبب “اللبس”.
-
مايا دياب تتجوّل في هولندا… والأناقة تمشي على قدمين!منذ أسبوع واحد
-
قصي خولي والعناق المؤجل: مشاعر أبوّة بنكهة الذكاء الاصطناعي!منذ أسبوع واحد
-
لما النقابة تقفل الباب… القلوب بتفتحه!منذ أسبوع واحد
نعم، الموضوع ليس عن أغنياته ولا عن كونه أول مصري يشارك في كوتشيلا، بل عن إطلالة قال عنها البعض إنها “مستوحاة من خزانة راقصة شرقية، أكثر منها من ستايل نجم راب”. وبين من اعتبرها حرية فنية، وآخرين رأوها قفزًا على الذوق العام، وجد رمضان نفسه على رأس قائمة المطلوبين (تحقيقيًا، لا فنيًا هذه المرة).
من كوتشيلا إلى القاهرة… مرورًا بغرفة التحقيق
بمجرد عودته إلى أرض الوطن، لن يكون استقبال محمد رمضان كنجوم السينما في المطار، بل بملف مفتوح لدى اتحاد النقابات الفنية. حيث قرر الاتحاد أن يفتح تحقيقًا عاجلًا حول “إطلالته المثيرة”، والتي رأى البعض أنها تخدش حياء الأقمشة قبل حياء الجمهور.
لكن لحظة، لا تتوقعوا قرارات حاسمة هنا. فبحسب مصادر من داخل مجلس نقابة المهن التمثيلية، فإن التحقيق الأول — في مقر الاتحاد — سيكون أقرب إلى جلسة “نصح وإرشاد”، لأن الاتحاد ذاته ليس الجهة التي تُصدر العقوبات، بل يكتفي بدور “المرشد العام للفنانين الزاعقين”.
أما العقوبات الفعلية؟ فربما تُطبّق لاحقًا داخل النقابة نفسها، وهناك تُطرح الاحتمالات: من غرامة مالية، إلى إيقاف مؤقت عن العمل قد يصل إلى عام، في حال ثبت أن النجم خالف الأعراف أو أساء إلى المهنة، أو ببساطة… أحرجهم أمام الشعب.
هل نبالغ قليلًا؟ أم أن الجمهور عنده حق؟
لنكن صرحاء، هذا ليس أول جدل يرتبط بـ”نمبر وان”. فالرجل احترف لعبة “اصنع الحدث ثم تصدّر التريند”، حتى بات الجمهور يترقبه أكثر مما يترقب نشرات الأخبار. لكن هذه المرة، الحديث طال المؤسسة النقابية ذاتها، وتحوّل من مجرد “مزحة ملابس” إلى نقاش حول دور الفن ومسؤوليته المجتمعية.
البعض يرى في ملابس رمضان حرية تعبير، بينما يرى آخرون أنه “يتعمد الاستفزاز”، في كل إطلالة، وفي كل كلمة، حتى في لحظات الصمت. والدليل؟ عدد البلاغات التي تسابق المحامون على تقديمها إلى النائب العام، وكأننا نتعامل مع جريمة ضد الذوق العام، لا مجرد إطلالة مسرحية.
والقرار النهائي؟ على الأغلب… لا قرار
رغم الجدل الكبير، استبعدت مصادر مطلعة داخل النقابة أن يتم شطب رمضان من السجلات، فهذه العقوبة لا تُطبّق إلا في حالات أخلاقية أو جنائية جسيمة. و”البدلة المثيرة” — كما وُصفت — لا تدخل ضمن تصنيف الجنايات الثقيلة، بل ربما تُصنّف تحت بند “الاستعراض الزائد عن الحد المقبول”.
ويبقى السؤال: هل سنشهد قريبًا فنانًا يُفصّل ملابسه حسب تعليمات النقابة؟ أم أن حدود الفن أوسع من أقمشة التقاليد؟ وهل نملك القدرة على الفصل بين الفنان الشخص، والفنان المؤدي؟ أم سنظل نخلط بين المسرح والمحكمة إلى الأبد؟
في النهاية، ما زال محمد رمضان يجيد لعبته المفضلة: إثارة الجدل، سواء أكان في حفلة عالمية أو تحقيق نقابي. وبين جمهور يُتابعه بشغف، وآخر يتمنى لو “يتفصص”، يظل هو “نمبر وان” في خلق القصص… حتى لو كانت من خيوط لامعة وبدلات صادمة!