
دعونا نبدأ من آخر فصول الكوميديا السوداء في الوسط الفني:
محمد رمضان، الرجل الذي يستطيع أن يُشعل الجدل بقطعة ملابس، قرر أن يظهر في مهرجان كوتشيلا وكأنه خرج لتوه من عرض راقص في فرقة تراثية، لكن مع لمسة «معدنية» خالصة… حرفيًا، صدرية من عملات مصرية! لا نعلم تحديدًا هل كان يحاول تمثيل الاقتصاد المصري أم هو إعلان غير مباشر عن “مهرجان التراث النقدي”.
النتيجة؟ عاصفة من الانتقادات، ليس فقط لأنه ظهر بهذا الشكل، ولكن لأنه في كل مرة يُطل فيها، يبدو وكأنه في مهمة لتصدير صورة غريبة عن الفن المصري للعالم. والمفاجأة؟ وسط هذه الأزمة، خرج الفنان محمد نجاتي ليُسجل موقفًا لافتًا.
-
قصي خولي والعناق المؤجل: مشاعر أبوّة بنكهة الذكاء الاصطناعي!منذ أسبوع واحد
-
لما النقابة تقفل الباب… القلوب بتفتحه!منذ أسبوع واحد
“أنا مش قدها”.. نجاتي يتنازل عن الحلم الكبير!
في مشهد درامي لكن هذه المرة واقعي جدًا، خرج محمد نجاتي بتصريح مثير في أحد البرامج الحوارية، كاشفًا عن رفضه تجسيد شخصية العملاق الراحل أحمد زكي في أي عمل فني. والسبب؟ باختصار، هو يرى أن الدور أثقل من طاقته، وأنه “يخاف” من مسؤولية السيرة الذاتية، خاصةً إذا كان بطلها فنان بحجم وتاريخ زكي.
والأكثر إثارة هو أن نجاتي لم يكتفِ بالاعتذار، بل رشّح محمد رمضان لأداء الدور، مستشهدًا بمقطع قديم يقلد فيه رمضان النمر الأسود. المفارقة هنا، أن هذا الترشيح أتى في عزّ عاصفة كوتشيلا، وكأن رمضان يتمرن على أداء أدوار ثقيلة وهو مرتديًا بدلة رقّاصة نقدية.
بليغ حمدي؟ لا مشكلة، لكن أحمد زكي؟ الوضع مختلف تمامًا
نجاتي كشف أيضًا أنه لم يرفض دور بليغ حمدي في أحد الأعمال، لأنه يرى أن الذاكرة الجمعية تربط الناس بألحان بليغ أكثر من ملامحه أو طريقة حديثه، على عكس أحمد زكي، الذي لا يُمكنك أن تمثله دون أن تُجسد كل التفاصيل: نظراته، صوته، مشيته، وحتى طريقته في لمس السيجارة.
هنا يظهر تقدير نجاتي لفن زكي، ووعيه بأن بعض الأدوار لا تُؤخذ بدافع الحماس، بل تتطلب عبقرية حقيقية. لكنه في الوقت ذاته، لا يرى مانعًا من أن يُجرب رمضان حظه مع هذا التحدي.
هل محمد رمضان هو الوريث الشرعي لأحمد زكي؟
هنا نعود إلى السؤال الذي طُرح أكثر من مرة: هل محمد رمضان مؤهل فعليًا لتجسيد سيرة نجم بمستوى أحمد زكي؟ رمضان بالتأكيد يمتلك الجرأة، وربما أيضًا الكاريزما التي تُتيح له محاولة الأمر، لكنه كثيرًا ما يُسيء استغلال موهبته بإطلالات ومواقف تُغضب الجمهور أكثر مما تُثير إعجابهم.
فهل يستطيع رمضان أن يتجرد من شخصية “الأسطورة” و”نمبر وان” ليذوب داخل شخصية فنان كان في يوم ما رمزًا للواقعية المصرية الصادمة؟ الإجابة حتى الآن في علم الغيب، وربما نحتاج إلى فيلم سيريالي لإدراكها.
ختامًا: ما بين الترشيح والصدريات، تبقى السيرة الذاتية مسؤولية كبرى
الحديث عن تجسيد أحمد زكي ليس أمرًا عابرًا. هي ليست مجرد قصة تُروى أو تقليد صوتي وملامح، بل مسؤولية ثقافية وفنية. وفي زمن أصبح فيه الجدل أسرع من الفن، وأصبحت “الصدرية” تتصدر العناوين أكثر من السيناريو، يجب أن نتساءل: هل نحن نُعد فعلاً عملًا يُخلد الراحل، أم نجهز لمشهد جديد من سلسلة “رمضان والعجائب”؟
الموضوع مفتوح، والنقاش ساخن… ولكن، حتى ذلك الحين، نأمل أن تبقى العملات المعدنية في محفظتنا، لا على صدور الفنانين.
هل تتخيل محمد رمضان بيجسد مشهد من “ضد الحكومة” وهو لابس صدريته الأسطورية؟ خلينا نأمل لا.