
“أنا شريرة؟ طب اسمع القصة للآخر!”
في زمن صارت فيه الشريرة تُرمى بالطماطم الافتراضية على السوشيال ميديا، قررت ريم عامر أن تلبس عباءة الشر بنفس راضية. شخصية “ولاء” في مسلسل “فهد البطل” لم تكن مجرد دور شرير عابر، بل كانت حالة نفسية تمشي على قدمين وتبحث عن الحب وسط الخراب. الجمهور كرهها… ثم أحب كراهيته لها، وانهالت عليها التعليقات التي تصفها بالحرباء والصفراء وأسماء لا يمكن تكرارها على شاشة محترمة.
-
مايا دياب تتجوّل في هولندا… والأناقة تمشي على قدمين!منذ أسبوع واحد
لكن الحقيقة، حسب ما تحكيه ريم، أن “ولاء” لم تكن شريرة بالمطلق. “كان لازم أتفاهم معاها الأول”، تقول ريم، في محاولة شبه درامية لتفسير التفاهم النفسي اللي عملته مع شخصية قد تبدو للوهلة الأولى تستحق الضرب بالحذاء، لكنها في الحقيقة “ضحية” لمجتمع غافل عنها وبيئة لم تزرع فيها إلا الصراخ.
“جربت أمشي في درب اللبان.. ومكنتش بتفسح”
من هنا بدأ التحضير. ريم لم تكتفِ بقراءة النص واحتساء القهوة مع المخرج، بل ذهبت بنفسها لتعيش مع بنات من منطقة “درب اللبان”، في محاولة لفهم اللهجة، الإشارات، وحتى طريقة لف العيون. “كنت عايزة أعرف البنت دي بتفكر إزاي”، قالت، وكأنها تستعد لعملية جراحية دقيقة، لا مجرد تمثيل مشهد.
عن أحمد العوضي.. والتمثيل اللي مش بيعض
ريم حكت كمان عن الكواليس مع أحمد العوضي، ووصفت التجربة بأنها مريحة وسلسة. لا خلافات، لا دراما خلف الكاميرات، فقط تعاون جميل جعل أداءها يخرج كما وصفته: طبيعي، زي المايه الباردة في يوم حر.
أما عن المخرج محمد عبد السلام، فقد وصفته بالبوصلة التي أعطتها الثقة لتمشي على حبل رفيع من الشر دون أن تسقط في فخ المبالغة أو الاستسهال. “أداني مساحة ووقت، وده اللي كنت محتاجاه عشان أخرج اللي جوايا”.
المشهد اللي جاب لها ضغط دم نفسي
لو سألت ريم عن أصعب مشهد في المسلسل، مش هتقول لك المطاردة ولا البكاء ولا الشجار. لأ. كانت لحظة واحدة، لحظة بسيطة لكنها دامية: لما ولاء قررت تعترف بحبها لفهد. تقول ريم: “كان مشهد صادق جدًا، جاي من وجع حقيقي.. وده أصعب تمثيل”. المشهد ده، رغم بساطته، كان السبب في انفجار التفاعل مع الشخصية. البعض قال: “إزاي دي لسه حية بعد كده؟”، والبعض اكتشف إن ولاء عندها قلب!
ما بعد ولاء: من الشر إلى القانون!
بعد ما خلصت من “ولاء” وشرّها الجميل، دخلت ريم عالم جديد من الواقعية الرمادية، في مسلسل “حسبة عمري” مع الفنانة روجينا. هناك اكتشفت مصطلح “حق الكد والسعاية”، وده مش اسم فيلم رعب، بل قانون حقيقي بيحمي حقوق المرأة في بيت الزوجية. ريم كانت أول مرة تسمع عن الحق ده، وده خلى التحضير للدور مش بس تمثيل، لكن بحث قانوني مكثف وأحاديث أشبه بمحاضرات حقوقية. “كان لازم أحفظ المصطلحات دي كأني طالبة في كلية الحقوق.. وأنا أصلاً كنت داخلة أمثل مش أرافع!”
وإلى أين تتجه البوصلة؟
أما عن المستقبل؟ ريم عامر بتجهّز لفيلم مهرجانات غير مصري – واللي أكدت إنه بيدور حوالين بنت من المنوفية. وفيلم المهرجانات ده مش عادي، ده من النوع اللي بيشعل التصفيق في القاعات الأوروبية وبيصمت الجمهور في آخر المشهد. غير كده؟ فيه مسلسل جديد مع المخرجة كاملة أبو ذكري، واللي بيوحي أن ريم بدأت تأخذ خطوات حقيقية في طريق النضج الفني.
خاتمة الحوار؟ بسيطة:
ريم عامر مش بس ممثلة أدت شخصية شريرة. دي فنانة خاضت في دهاليز نفسية معقدة، وحاولت تشرحها بلغة القلب قبل الكاميرا. فهمت “ولاء” عشان إحنا نفهمها، وقدرت تخلينا نشوف الشر من زاوية محتاجة حضن، مش عقاب.
وإنت؟ مستعد تدي “ولاء” فرصة تانية؟