فن ومشاهير

لما تتحول الخلافات الفنية إلى شطب عضوية.. سلاف فواخرجي في قلب العاصفة وناندا محمد ترد بطريقتها

في مشهد جديد من مسلسل “النقابة والنجوم: الحلقة المليون”، ظهرت فصول درامية لم يكن ينقصها سوى موسيقى تصويرية حزينة، بعدما أعلنت نقابة الفنانين السوريين عن شطب عضوية الفنانة سلاف فواخرجي، والسبب؟ ليس مشهدًا تمثيليًا خارج النص، بل مواقف سياسية لم ترق للنقابة.

ولكن، المفاجأة لم تكن في قرار الشطب بحد ذاته، بل في تعليق فني ساخر بطعم النقد الحاد، جاء من زميلتها الفنانة ناندا محمد. تخيّل أن تبدأ منشورها بـ: “أنا ما بطيقها!”… جملة تصلح لبداية مسلسل شامي قديم، لكنها كانت مدخل ناندا لموقف أكثر اتزانًا من قرار النقابة.

ناندا، ورغم اختلافها العلني مع فواخرجي على الصعيدين السياسي والإنساني، وصفت قرار شطب العضوية بأنه “تصرف غبي ومسيء”، وفتحت النار (بطريقتها) على النقابة، متسائلة: هل هذه هي الطريقة الصحيحة لمحاسبة شخص ما؟ أم أن النقابات تحوّلت من كيانات مهنية إلى أجهزة محاكمة؟

وقالت بوضوح إن مؤسسات مثل النقابات لا ينبغي أن تتحول إلى سلطة قضائية موازية، ولا أن تجرّم الفنان بناءً على آرائه، مهما كانت هذه الآراء مستفزّة للبعض. والأكثر، أنها حذرت من أن هذه القرارات قد تُظهر النقابة بمظهر لا يليق، وتزيد من تعاطف الناس مع من تُحاول “تأديبه”.

الجدل طبعًا لم يتوقف عند ناندا، فالسوشيال ميديا اشتعلت كالعادة، بين مؤيد يرى أن الفن لا يمكن فصله عن المواقف السياسية، وبين من اعتبر أن ما حدث هو انتقام مقنع ومبالغ فيه.

أما بيان النقابة، فكان واضحًا وصادمًا في آنٍ واحد: قرار الشطب جاء ردًا على ما اعتبروه “تنكرًا لآلام الشعب السوري” و”تبريرًا للجرائم”، في إشارة مباشرة لمواقف فواخرجي من النظام السوري.

وبين مدافع عن حرية التعبير، ومطالب بمحاسبة من يبرر العنف – وفق تعبيرهم – يبقى السؤال الأهم: هل أصبح الانتماء لنقابة الفنانين السورية مرهونًا بالمواقف السياسية، لا بالمهنة؟ وهل نحن أمام مشهد فني أم فصل جديد من محاكم التفتيش… الفنية؟

في النهاية، ناندا محمد لخصت الموضوع بجملة قد تكون الأصدق في هذه الدوامة: “بدنا محاكمات للمجرمين والمدافعين عنهم، والدولة مسؤولة عن هالشي”، وكأنها تقول للنقابة: “اشتغلوا شغلكم، وسيبوا القضاء يشتغل شغله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى